إن التقدم والتميُّز في الأداء على المدى البعيد يحدث نتيجة مجموعة من التفاعلات المنظمة داخل المؤسسة، ويعد " البشر" أهم مكونات نجاحها فكرًا وقيمًا وسلوكًا؛ فالمنظمة تبدأ في التغير وتنتقل إلى حالة التفوق إذا تم العمل على هذه المكونات الثلاثة بصورة متوازية ومتوازنة؛ حيث يتم عندها تحول المنظمة بأكملها إلى كائن حي يفكر ويتصرف وفقًا لمجموعة من القيم والمبادئ, وكافة سلوكياته موجهة نحو أهدافه وتطلعات مستفيديه. وسنجد أن هذا الكائن يتطور ويتحسن بشكل تلقائي سلس يخلو من التعقيد، وتقل عندها جهود القوى البشرية الدافعة لإحداث التطوير القسري. وهذا ما يعرف بتحقيق الفاعلية (أهداف لجميع الأطراف) والكفاءة (بأقل جهد ووقت ومال)، وبالتدريج ستخرج من دائرة تحقيق الحاجات والمتطلبات إلى دائرة تجاوزها, وستكون قدرتها فائقة تمكنها من الإبداع والابتكار وخلق نماذج تنافسية.